السبت، 13 نوفمبر 2010

النقد القديم والرومانسية


أعتقدُ بأنّ فكرة العاطفة والوجدان التي تنسب غالبا إلى الشعراء الرومانسيين كانت موجود وفاعلة خلال مسيرة الشعر العربي منذ الجاهلية وحتى العصر الحديث ، فلايمكن أن ينشأ شعر بلا عاطفة أو انفعال، ولو ألقينا نظرة مثلا على الأغراض الشعرية لتبين لنا أنها نابعة من الأحساس الوجداني للشاعر والعاطفة العميقة ، وهل سُميّ الشعرُ شعراً إلا لعلاقته بالشعور والأحاسيس .                                 وتصدر عن العرب الأوائل المقولة المشهورة (أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب،والأعشى إذا طرب، وزهير إذا رغب، والنابغة إذا رهب.) فشعراء العصر الجاهلي بكوا الأطلال ، وتأثروا بألم الفراق، ونلحظ مثلا مرثية أبي ذؤيب الهذلي في أولاده تنبع كذلك بالعاطفة الحزينة على فراق الأحباب ، واتسعت مدارك الشعراء خلال العصرين الأموي والعباسي ، فبرز الغزل العفيف الذي هو ترجمة للمحبة والإنفعالات النفسية المتبادلة بين المحبين .
ولم تكن فكرة الانفعال أو العاطفة غائبة عن تصورات النقاد العرب الاوائل ، فقد أشاروا إليها أثناء روايتهم للشعر وحكمهم الذوقي باختيار أشعر بيت للعرب .
ويعتبر مصطلح التخييل مرتبطا إلى حد ما بالشعور النفسي والوجداني للشاعر في قدرته على صياغة صور لاعقلية ــ وجدانية ــ وهذا المبحث طرق من النقاد البلاغيين خلال القرون الماضية .
  فجاء عند الجرجاني تحت تقسيم للمعاني إلى قسمين: معان عقلية ومعان تخييلية، وقصد بالقسم التخييلي ما (لا يمكن أن يقال إنه صدق، وإن ما أثبته ثابت وما نفاه منفي) [1]
أما حازم القرطاجني فقد عرّف التخييل مع تعريف الشعر موضحاً أثره في النفس، مبعداً عنه الصدق والكذب، ويقصد به (أن تتمثل للسامع من لفظ الشاعر المخيّل أو معانيه أو أسلوبه ونظامه، وتقوم في خياله صورة أو صور ينفعل لتخيّلها وتصوّرها، أو تصور شيء آخر بها انفعالاً من غير روية إلى جهة من الانبساط أو الانقباض).[2] وأشار حازم أيضاً إلى أن المراد من التخييل التعجيب، مع مراعاة حال المتلقي والمقام . وهذا مما يمكن أن نعدّهُ من اللمحات الأولى للنقد الرومانسي ، والالتفات إلى آثار الشعور والوجدان والعاطفة في الشعر .
عبدالله أحمد قنيوي
ذوالقعدة 1431هـ


[1] أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، تح: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة، دار المدني بجدة، الطبعة الأولى 1412 ه‍  1991 م. ص 275
[2] منهاج البلغاء وسراج الأدباء، حازم القرطاجني، تح: محمد الجيب بن الخوجة، تونس 1966م. ص 89

دوعن بلا غيبوبة


عبدالله بن أحمد قنيوي
شوال 1431هــ
شيء مثير للعجب والسخرية في آنٍ معاً ، عندما نشاهد كثيرا من شباب الوطن يهدرون أموالهم وأوقاتهم لامتضاغ بعض الأوراق الخضراء   ويتجاذبون بعض النكات وأطراف الأحاديث ، وربما المشاريع العملاقة ، خلال أربع ساعات يوميا تزيد أو تقل . وبذلك تذهب ثلاثون مليون ساعة يومياً في اليمن هباء منثوراً .
هذه الآفة أصابت شبابنا في مقتل ، وهم في ريعان شبابهم ، وزهرة أعمارهم ، فأفسدت أجيال ، وضيعت أموال ، وأهدرت طاقات ، ملئت الدنيا وشغلت الناس كما يقول أبو الطيب . وأصبح مستقبل هذه البلاد تكتنفهُ سحابة قاتمة مظلمة .
الدراسات والإحصائيات عن هذه الشجرة تنذر بأمر جلل ، فعدد المتعاطين لها يزيد عن سبعة ملايين مابين رجل وشاب وامرأة ، ينفق هؤلاء يوميا ً مايقارب أربعة عشر مليون دولار بمعدل دولارين للفرد الواحد ، في بلد تصل نسبة الفقر فيه إلى 40% .
وتهدر هذه الشجرة طاقات البلد ، حيث يستهلك في زراعتها ملايين الليترات من الماء ، ويقوم على رعايتها آلاف المزارعين .
في مديرية دوعن كان الصدمة كبيرة ، حين علمنا أن ألفين من شباب هذا الوادي ، يتعاطون القات ، وينفقون يومياً مايقارب مليون ريال يمني .
لم نكن نتوقع أن يغزو هذا الشيطان الأخضر قُرانا الآمنة الوادعة ، إلا حين تكسرت حصون عاداتنا الطيبة أمام قوافل القات ، التي تصل إلى دوعن يومياً عن طريق ثمان سيارات ، تحمل مايزيد على أربعمائة " بندل" حزمة قات .
 وبلاريب فإن مبادرة الشيخ عبدالله أحمد بقشان في لقاءه بشخصيات وأعيان دوعن لمعالجة هذه الظاهرة في شهر أغسطس الماضي ، أثمرت عن نتائج إيجابية كان باكورتها الحملة الاعلامية التي انتشرت في طول الوادي وعرضه ، والتي استهدفت أبناء دوعن ، وبالأخص شبابها البالغ عددهم خمسة عشر ألف شاب تقريباً.
أعتقد أننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحدا في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة ــ أعني ظاهرة انتشار القات بين طلاب المدارس ــ ومن الممكن مثلا تفعيل الجانب الديني والرفع من الوازع الايماني في قلوب الناشئة  وتكثيف مفهوم العيب الاجتماعي من خلال المقاطعة التي تنتظم حلقاتها في عقد فريد ولكن بلا ضرر ولاضرار.

المكلا اليوم ... قصة نجاح حضرمية

عبدالله بن أحمد قنيوي
شعبان 1430هـ
                    
زرته مرتين الأولى حينما ألمح لي زميل ونحن في الرياض بموقع ينقل الأخبار المستجدة المحلية في محافظة حضرموت ، فجرني الفضول لتصفح الموقع ، وانبهرت به ليصل عدد المرات التي أتصفحه فيها إلى ثلاث مرات يومياً .
والمرة الثانية عندما زرت المكلا مؤخراً ، في شعبان الماضي 1430هـ ، حيث تشرفت بزيارة مقر الموقع بصحبة الزميل الإعلامي / عبدالله بن صويلح الذي يدرس الإعلام في جامعة القاهرة ، وقد غمرنا المشرفون على الموقع وعلى رأسهم الأستاذ / سند بايعشوت بالحفاوة والترحاب ، وقدموا لنا شرحا وافيا عن نشاط الموقع .
إن موقع المكلا اليوم جاء ليصنع قصة نجاح حضرمية في الصحافة الإلكترونية في عصر اتسم بسرعة الحصول على المعلومة ، وأصبحت هذه الأيام الصحافة الإلكترونية ، ومواقع الأخبار على الشبكة العنكبوتية تزاحم الصحف المقروءة .
والذي أكسب الموقع هذا النجاح والانتشار الملحوظ ، خلال فترة وجيزة ، أنه موقع يقدس الكلمة ، ويثمن قدرها ، ولقد أخذ القائمون عليه بمبدأ التحقق من مصداقية الخبر قبل الفوز بسرعة نشره ،فكان بذلك أن كسبوا ثقة جمهور كبير من محبي حضرموت .
إن الموقع يبعث الأمل ، ويبث التفاؤل في النفوس ، لأنه يحكي قصص نجاح حضرمي في الداخل والخارج ، فاستحق بذلك أن يكون الموقع الأول في حضرموت ، ولاغرو أن يصبح متصفحي الموقع بالملايين شهرياً ، وبدون مبالغة فإن هذا الرقم يحكي مدى استحواذ الموقع على قلوب كثير من أبناء حضرموت المقيمين والمغتربين في أصقاع المعمورة .
ولايحق لنا أن نغفل جهودا كبيرة تبذل من وراء كواليس الإنتاج والتحديث المستمر للموقع ، يسهر عليها شباب مخلصون ، أخذوا على عواتقهم صياغة قصة النجاح ليخلدها التاريخ ، ويتحدث عنها الدهر، ويشكرها أولو الفضل . فضحوا بوقتهم وجهدهم وربما بأموالهم في سبيل الوصول للتميز.
لقد استطاع الموقع أن يستقطب أقلاما متميزة ذات صوت حضرمي ، ونبرة يمنية ، فطالعنا على صفحات الموقع عدداً من المقالات المتميزة لأدباء وأساتذة ومثقفون أبوا إلا أن يضعوا بصمتهم في شهادة النجاح ، وأيضا ظهرت أقلام واعدة من شباب حضرموت تحسن صياغة الكلمة ، وترنيق العبارة ، أقلام ماكان لها أن ترى نور الحياة لولا هذا الموقع المتميز الذي سيبعثها للعالمية .
إنها قصة نجاح حضرمية صاغها ولازال هذا الموقع ، تحكي عن قدرة أبناء اليمن عموما وحضرموت خصوصاً  على الإبداع والتميز ، برغم الظروف الصعبة أحيانا والتي أطاحت بكثير من المنابر المرئية والمسموعة والمقروءة في عالمنا العربي .

كتاب العين للخليل


تزخر مكتبتنا العربية بالعديد من الكتب الأدبية واللغوية المتميزة ، ومنها كتاب العين لأبي عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، المولود سنة مائة للهجرة والمتوفى سنة خمس وسبعين ومائة للهجرة ، وهو كتاب قيم جمع فيه الخليل من أمثال العرب وجميل كلامها شيئا كثيرا.
وقد أحببت أن أطوف وإياكم مع هذا الكتاب ن ومع صاحبه الخليل.
فقد الف الخليل كتابه (العين ) على غير النظام الألف بائي ، وإنما ابتداء كتابه بالعين
لأنها ــ حسب رأيه ــ أول حرف يخرج من الحلق ، وانتهى بالميم ، وسمى كتابه هذا (العين) من باب تسمية الكل بالجزاء .
قال الليث : قال الخليل : كلام العرب مبني على أربعة أصناف على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي .
فالثنائي على حرفين نحو: قد ، لم ، هل ، لو ، بل ، ونحوه من الأدوات ، والثلاثي من الأفعال : ضرب ، خرج ، دخل وهو الكثير في كلام العرب ، ومن الأسماء : عمر، جمل ، جبل .
والرباعي من الأفعال : دحرج ، هملج ، قرطس ، ومن الأسماء :عقرب ، جندب .
والخماسي من الأفعال : اقشعر ، واسبكر ومن الأسماء : سفرجل ، كنهبل ، عقنقل.
قال الخليل: وليس للعرب بناء في الأسماء ولافي الأفعال أكثر من خمسة أحرف ، فمهما وجدت زيادة على خمسة أحرف في فعل او اسم ، فاعلم أنها زائدة على البناء وليست من أصل الكلمة مثل : عنكبوت أصلها عنكب .
وقال الخليل : الاسم لايكون أقل من ثلاثة أحرف ، حرف يبتدأ به ، وحرف تحشى به الكلمة ، وحرف يوقف عليه .
ثم قال : وقد تجيء أسماء لفظها على حرفين ، وتمامها ومعناها على ثلاثة أحرف ، مثل : يد ، وفم ، ودم ، وإنما ذهب الثالث لعلة أنها جاءت سواكن .
قال الليث : قال الخليل : اعلم أن الكلمة الثنائية تتصرف على وجهين : قد ودق ، شد ودش.
والكلمة الثلاثية تتصرف على ستة وجوه وتسمى مسدوسة نحو : ضرب، ضبر، برض ، بضر ، رضب ، ربض .
والكلمة الرباعية تتصرف على أربعة وعشرين وجها ،  وذلك أن حروفها وهي أربعة أحرف تضرب في وجوه  الثلاثي الصحيح وهي ستة فتصير اربعة وعشرين وجها يكتب مستعملها ويلغى مهملها نحو عبقر ، تقول منه :
عقرب ، عبرق ، عقبر ، عرقب ، عربق ، قعرب ، قبعر، قبرع ، قرعب ، قربع ، رعقب ، رعبق ، رقعب ، رقبع ، ربقع ، ربعق ، بعقر، بعرق ،بقعر ، بقرع ، برعق ، برقع .
والكلمة الخماسية تتصرف على مئة وعشرين وجها وذلك أن حروفها وهي خمسة أحرف تضرب في وجوه الرباعي وهي أربعة وعشرون  حرفا فتصير مئة وعشرين وجها يستعمل أقله ، ويلغى أكثره .
والكتاب جميل وممتع انصح باقتنائه او الإطلاع عليه  .


ذوالقعدة / 1430هـــ

قصة الطموح .. وروعة الإنجاز


مجمع السيدة خديجة بنت خويلد

يقال أنك إذا علمت رجلا فقد علمت شخصاً فقط ، أما إذا علمت امرأة فقد علمت أجيالا، وهو نفس المعنى الذي عناه شوقي حين قال :
الأم مدرسة إذا أعددتها * ** أعددت شعباً طيب الأعراق
قصة الطموح التي صاغها مجمع السيدة خديجة بنت خويلد بدوعن تستحق أن ينحني القلب لها إجلالا وإكباراً. قصة ينبغي  أن يخلدها التاريخ ، ويتحدث عنها الدهر ، ويشكرها أولو الفضل .
    شيء جميل أن نرى أخواتنا وبناتنا ينهلن من معين العلم ، ويرتشفن من ينبوعه الصافي ، ويصعدن في سلم المعرفة.
عندما حضرنا حفل تكريم الطالبات المتفوقات في شهر ربيع الآخر الماضي ، رأينا التنافس الشديد بين الطالبات على إحراز المراكز الأولى . في تلك الليلة ابتهج الوادي الأخضر بورداته اللواتي أثبتن بذكائهن وريادتهن أن المرأة الحضرمية متميزة دوما ، ذكية حريصة على الحكمة ، ولهن في الملكة بلقيس أسوة .  
شكرا لمن غرس بذرة هذا العمل العظيم والرائع، فأينعت ثمارها عقولا نيرة . شكرا للوالد المربي الشيخ المهندس / عبد الله أحمد بقشان  الذي لم يألو جهدا في تقديم الدعم المادي والمعنوي ، فكتب فصول قصة النجاح ، وزرع بذرة هذا الانجاز ، وأحاطها بعنايته ، وتعهدها برعايته ، حتى استوت على سوقها ، فكانت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
شكرا للمبدعة والمتميزة الأستاذة / هدى بن عفيف مديرة المجمع ، التي قادت القافلة بمهارة فائقة ، فكانت أماً حنوناً ، وأستاذاً مربياً ، وعقلا فذاً ، فوصلت إلى أعلى مراتب المجد والإبداع في زمن قياسي .
شكرا لكل معلمة غرست في قلوب طالباتها حب العلم ، والبحث عن المعرفة ، واقتناص الفائدة ، والتحلي بأجمل الأخلاق ، وأروع المثل ، فأخرجت لنا جيلا عظيما من الأمهات ، سيضعن بصماتهن واضحة في مسيرة الأجيال مستقبلا . ولئن كان الرجل هو نصف العالم ، فإن المرأة هي العالم كله.  
في تلك الليلة البهية كرمت طالبتان من صيف ، أحرزن مراكز متقدمة ، في المرحلة الثانوية ، فكان الاحتفال بهن عرساً بهيجاً ، ليس لأنهن نجحن فحسب ، بل لأنهن كسرن حاجز الخوف من المواصلة ، فكن أول طالبات يدرسن المرحلة الثانوية هن وزميلاتهن الخمسة عشر.
فهنيئا ي لنا أبناء الوادي قبل أن نهنئهن ، ومبارك علينا أن وجد من سيفتح لبناتنا نافذة من النور، يشرق سناها على الأجيال القادمة من أبناء وادي دوعن خصوصا وحضرموت عموما .   

ربيع الأول / 1431هــ

مَخطُوطَاتُ وَادِي دَوعَن ،،،،،،،،،،، أأيقَاظٌ أميَّةُ أمْ نيَامُ



عبدالله بن أحمد قنيوي ـــ الرياض ـ 
يشتهر وادي دوعن بعددٍ من العلماءِ العاملين الربانيين ، الذين كان لهم دورٌ بارزٌ في إثراء المكتبة الإسلامية بعدد نفيس من المؤلفات الرائعة . فمن لايتذكر الشيخ باحنان صاحب كتاب ( جواهر الأحقاف ) ، والشيخ باعشن صاحب المؤلف ذائع الصيت ( بشرى الكريم ) ، والشيخ باصبرين ، والشيخ باسودان ، والشيخ باجماح ، وغيرهم الكثير.
ولاريب أن هؤلاء العلماء تركوا تراثاً عظيماً ، وكنوزاً ثمينة من المخطوطات ، لكن السؤال المهم ، أين تلك المخطوطات التي أنفق فيها هؤلاء العلماء زهرة أعمارهم ، رغبةً  في نفع الأمة  ورفع الجهل عنها . هل مازالت حبيسة بيوتهم ؟ أم أن أيدٍ خفيةً قد عبثت بها ، فذهبت جهود هؤلاء الأفذاذ أدراج الرياح .
 لايوجد لديّ أدنى شك أن كثيراً من التراثِ مخبوءٌ في بيوتِ بعضِ الأسرِ ، وخلفَ عتباتِ كثيرٍ من المساجدِ العتيقة في الوادي . ولو اتجهت أنظار الباحثين إلى بعض المساجد القديمة مثلاً ، لظفروا بدررٍ غاليةٍ من المخطوطاتِ .
إن الكثيرَ من المخطوطاتِ قد أصابها التلفُ بسببِ تأثرِ المواد التي تدخل في تكوينها بالتحلل ، نتيجة الرطوبة والحرارة أو الضوء. فهل من الباحثين والمهتمين بالتراث من سيعي هذا الخطر، وسيهُبُ ليجمعَ هذه الكنوزِ الثمينةِ. أتمنى أن يتم إنشاء ( مركز الآثار والمخطوطات بوادي دوعن ) ثم يتضافر مجموعة من الشباب لجمع الآثار والمخطوطات في الوادي ، بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بالمديرية ، وبمباركة هيئة تطوير خيلة بقشان كونها داعمة للعلم ، راعية لأبنائه . نعم قد يكون في الأمر صعوبة بادئ ذي بدء ، ولكن تهون تلك الصعوبات ، في مقابل الحفاظ على هذا التراث العظيم من الضياع . ومن الممكن مثلا ً استخدام أجهزة متطورة لحماية المخطوطات ، وتغليفها أو تصويرِ المخطوطاتِ بالميكروفيلم ومن ثمّ تخزينها على أقراصٍ مدمجةٍ.
وبالنسبة للمخطوطات التي يمتلكها الأفرادُ في بيوتهم فإنهُ في حالةِ موافقةِ مالكِ المخطوطةِ ، سيتم تصويرها وضمها ضمن الفهرسِ الموحدِ للمخطوطاتِ الخاصة بالوادي . وسيتمُ إعادة المخطوطةِ الأصلِ لصاحبها.
أتمنى أن نجد نافذةَ  أملٍ ، قبلَ أن تذهبَ هذهِ الثروة أدراجَ الرياحِ ، وتبتعدُ بها موجات نهر الزمن بعيداً. وأتمنى أن نعي جميعاً مقدار الأهمية الكبيرة المخزونة في هذا التراث العظيم ، والكنوز الثمينة المتمثلة في تلك المخطوطات ، كيف لا وهي وثيقة صامته للتاريخ ، ووسيلة للربط بين الماضي والحاضر.   


رجب 1431هــ

جلالة الملك وسيادة الرئيس


لقد دقت طبول الفرح ، وازدانت البلاد بالابتهاج ، ولم يبق أحد من الشعب إلا وهو (سعيد)
إنه اليوم الذي نصب فيه للحكم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس }  وجلس على كرسي الحكم
وإعلانا للسرور بهذا اليوم فقد دبج الشعراء أحسن القصائد الشعرية الطنانة وأروعها.
وبثت قنوات التلفاز تغطية مباشرة للاحتفالات ، وبرامج حوارية عن هذا اليوم المجيد
ولم تنسى الصحف والدوريات أن تعرض لسيرة { جلالة الملك أوسيادة الرئيس }
الحافلة بالعطاء والانجاز والتفاني في خدمة الشعب ، والسهر على مصالحة.
واحتفالا بهذه المناسبة وتخليدا لذكر{ جلالة الملك أوسيادة الرئيس } في القلوب
فقد أقرت الحكومة أن تسمي الشارع الرئيسي في كل مدينة
 باسم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس } حتى يتذكره الناس في غدوهم ورواحهم
وسارعت وزارة التعليم لاعتماد بناء عدد من المدارس التي تحمل اسم
{ جلالة الملك أوسيادة الرئيس } ، حتى يصبح التعليم للجميع كالماء والهواء.
وإكمالا للابتهاج بفخر البلاد فقد تم تحويل اسم أشهر جامعة في البلاد
لتحمل اسم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس } تشجيعا للتعليم وخدمة للعلماء.
وفي وسط العاصمة تم بناء أكبر مسجد وقام على بناءه أشهر البنائين المهرة
وصرفت عليه أموالا طائلة ، ثم رصعت على بوابته لائحة عظيمة مطرزة بأجمل
فصوص الزبرجد والياقوت تحمل اسم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس }
وارتسمت الفرحة والبسمة على وجوه الفقراء والمساكين والأيتام فقد أسست
جمعية أومؤسسة تحمل اسم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس }
و تم إقرار بناء أكبر مستشفى يحتوي على كافة الخدمات والتسهيلات
 ولم ينس وزيرالصحة بأن يصرح أن المستشفى سوف
يكون باسم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس }  
ولاتنسى أخي قارىء هذا المقال إذا رزقك الله بذرية صالحة
أن تسمي أحد أبناءك باسم { جلالة الملك أوسيادة الرئيس }