مجمع السيدة خديجة بنت خويلد
يقال أنك إذا علمت رجلا فقد علمت شخصاً فقط ، أما إذا علمت امرأة فقد علمت أجيالا، وهو نفس المعنى الذي عناه شوقي حين قال :
الأم مدرسة إذا أعددتها * ** أعددت شعباً طيب الأعراق
قصة الطموح التي صاغها مجمع السيدة خديجة بنت خويلد بدوعن تستحق أن ينحني القلب لها إجلالا وإكباراً. قصة ينبغي أن يخلدها التاريخ ، ويتحدث عنها الدهر ، ويشكرها أولو الفضل .
شيء جميل أن نرى أخواتنا وبناتنا ينهلن من معين العلم ، ويرتشفن من ينبوعه الصافي ، ويصعدن في سلم المعرفة.
عندما حضرنا حفل تكريم الطالبات المتفوقات في شهر ربيع الآخر الماضي ، رأينا التنافس الشديد بين الطالبات على إحراز المراكز الأولى . في تلك الليلة ابتهج الوادي الأخضر بورداته اللواتي أثبتن بذكائهن وريادتهن أن المرأة الحضرمية متميزة دوما ، ذكية حريصة على الحكمة ، ولهن في الملكة بلقيس أسوة .
شكرا لمن غرس بذرة هذا العمل العظيم والرائع، فأينعت ثمارها عقولا نيرة . شكرا للوالد المربي الشيخ المهندس / عبد الله أحمد بقشان الذي لم يألو جهدا في تقديم الدعم المادي والمعنوي ، فكتب فصول قصة النجاح ، وزرع بذرة هذا الانجاز ، وأحاطها بعنايته ، وتعهدها برعايته ، حتى استوت على سوقها ، فكانت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
شكرا للمبدعة والمتميزة الأستاذة / هدى بن عفيف مديرة المجمع ، التي قادت القافلة بمهارة فائقة ، فكانت أماً حنوناً ، وأستاذاً مربياً ، وعقلا فذاً ، فوصلت إلى أعلى مراتب المجد والإبداع في زمن قياسي .
شكرا لكل معلمة غرست في قلوب طالباتها حب العلم ، والبحث عن المعرفة ، واقتناص الفائدة ، والتحلي بأجمل الأخلاق ، وأروع المثل ، فأخرجت لنا جيلا عظيما من الأمهات ، سيضعن بصماتهن واضحة في مسيرة الأجيال مستقبلا . ولئن كان الرجل هو نصف العالم ، فإن المرأة هي العالم كله.
في تلك الليلة البهية كرمت طالبتان من صيف ، أحرزن مراكز متقدمة ، في المرحلة الثانوية ، فكان الاحتفال بهن عرساً بهيجاً ، ليس لأنهن نجحن فحسب ، بل لأنهن كسرن حاجز الخوف من المواصلة ، فكن أول طالبات يدرسن المرحلة الثانوية هن وزميلاتهن الخمسة عشر.
فهنيئا ي لنا أبناء الوادي قبل أن نهنئهن ، ومبارك علينا أن وجد من سيفتح لبناتنا نافذة من النور، يشرق سناها على الأجيال القادمة من أبناء وادي دوعن خصوصا وحضرموت عموما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق