تزخر مكتبتنا العربية بالعديد من الكتب الأدبية واللغوية المتميزة ، ومنها كتاب العين لأبي عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، المولود سنة مائة للهجرة والمتوفى سنة خمس وسبعين ومائة للهجرة ، وهو كتاب قيم جمع فيه الخليل من أمثال العرب وجميل كلامها شيئا كثيرا.
وقد أحببت أن أطوف وإياكم مع هذا الكتاب ن ومع صاحبه الخليل.
فقد الف الخليل كتابه (العين ) على غير النظام الألف بائي ، وإنما ابتداء كتابه بالعين
لأنها ــ حسب رأيه ــ أول حرف يخرج من الحلق ، وانتهى بالميم ، وسمى كتابه هذا (العين) من باب تسمية الكل بالجزاء .
قال الليث : قال الخليل : كلام العرب مبني على أربعة أصناف على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي .
فالثنائي على حرفين نحو: قد ، لم ، هل ، لو ، بل ، ونحوه من الأدوات ، والثلاثي من الأفعال : ضرب ، خرج ، دخل وهو الكثير في كلام العرب ، ومن الأسماء : عمر، جمل ، جبل .
والرباعي من الأفعال : دحرج ، هملج ، قرطس ، ومن الأسماء :عقرب ، جندب .
والخماسي من الأفعال : اقشعر ، واسبكر ومن الأسماء : سفرجل ، كنهبل ، عقنقل.
قال الخليل: وليس للعرب بناء في الأسماء ولافي الأفعال أكثر من خمسة أحرف ، فمهما وجدت زيادة على خمسة أحرف في فعل او اسم ، فاعلم أنها زائدة على البناء وليست من أصل الكلمة مثل : عنكبوت أصلها عنكب .
وقال الخليل : الاسم لايكون أقل من ثلاثة أحرف ، حرف يبتدأ به ، وحرف تحشى به الكلمة ، وحرف يوقف عليه .
ثم قال : وقد تجيء أسماء لفظها على حرفين ، وتمامها ومعناها على ثلاثة أحرف ، مثل : يد ، وفم ، ودم ، وإنما ذهب الثالث لعلة أنها جاءت سواكن .
قال الليث : قال الخليل : اعلم أن الكلمة الثنائية تتصرف على وجهين : قد ودق ، شد ودش.
والكلمة الثلاثية تتصرف على ستة وجوه وتسمى مسدوسة نحو : ضرب، ضبر، برض ، بضر ، رضب ، ربض .
والكلمة الرباعية تتصرف على أربعة وعشرين وجها ، وذلك أن حروفها وهي أربعة أحرف تضرب في وجوه الثلاثي الصحيح وهي ستة فتصير اربعة وعشرين وجها يكتب مستعملها ويلغى مهملها نحو عبقر ، تقول منه :
عقرب ، عبرق ، عقبر ، عرقب ، عربق ، قعرب ، قبعر، قبرع ، قرعب ، قربع ، رعقب ، رعبق ، رقعب ، رقبع ، ربقع ، ربعق ، بعقر، بعرق ،بقعر ، بقرع ، برعق ، برقع .
والكلمة الخماسية تتصرف على مئة وعشرين وجها وذلك أن حروفها وهي خمسة أحرف تضرب في وجوه الرباعي وهي أربعة وعشرون حرفا فتصير مئة وعشرين وجها يستعمل أقله ، ويلغى أكثره .
والكتاب جميل وممتع انصح باقتنائه او الإطلاع عليه .
ذوالقعدة / 1430هـــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق