عبدالله بن أحمد قنيوي ـــ الرياض ـ
يشتهر وادي دوعن بعددٍ من العلماءِ العاملين الربانيين ، الذين كان لهم دورٌ بارزٌ في إثراء المكتبة الإسلامية بعدد نفيس من المؤلفات الرائعة . فمن لايتذكر الشيخ باحنان صاحب كتاب ( جواهر الأحقاف ) ، والشيخ باعشن صاحب المؤلف ذائع الصيت ( بشرى الكريم ) ، والشيخ باصبرين ، والشيخ باسودان ، والشيخ باجماح ، وغيرهم الكثير.
ولاريب أن هؤلاء العلماء تركوا تراثاً عظيماً ، وكنوزاً ثمينة من المخطوطات ، لكن السؤال المهم ، أين تلك المخطوطات التي أنفق فيها هؤلاء العلماء زهرة أعمارهم ، رغبةً في نفع الأمة ورفع الجهل عنها . هل مازالت حبيسة بيوتهم ؟ أم أن أيدٍ خفيةً قد عبثت بها ، فذهبت جهود هؤلاء الأفذاذ أدراج الرياح .
لايوجد لديّ أدنى شك أن كثيراً من التراثِ مخبوءٌ في بيوتِ بعضِ الأسرِ ، وخلفَ عتباتِ كثيرٍ من المساجدِ العتيقة في الوادي . ولو اتجهت أنظار الباحثين إلى بعض المساجد القديمة مثلاً ، لظفروا بدررٍ غاليةٍ من المخطوطاتِ .
إن الكثيرَ من المخطوطاتِ قد أصابها التلفُ بسببِ تأثرِ المواد التي تدخل في تكوينها بالتحلل ، نتيجة الرطوبة والحرارة أو الضوء. فهل من الباحثين والمهتمين بالتراث من سيعي هذا الخطر، وسيهُبُ ليجمعَ هذه الكنوزِ الثمينةِ. أتمنى أن يتم إنشاء ( مركز الآثار والمخطوطات بوادي دوعن ) ثم يتضافر مجموعة من الشباب لجمع الآثار والمخطوطات في الوادي ، بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بالمديرية ، وبمباركة هيئة تطوير خيلة بقشان كونها داعمة للعلم ، راعية لأبنائه . نعم قد يكون في الأمر صعوبة بادئ ذي بدء ، ولكن تهون تلك الصعوبات ، في مقابل الحفاظ على هذا التراث العظيم من الضياع . ومن الممكن مثلا ً استخدام أجهزة متطورة لحماية المخطوطات ، وتغليفها أو تصويرِ المخطوطاتِ بالميكروفيلم ومن ثمّ تخزينها على أقراصٍ مدمجةٍ.
وبالنسبة للمخطوطات التي يمتلكها الأفرادُ في بيوتهم فإنهُ في حالةِ موافقةِ مالكِ المخطوطةِ ، سيتم تصويرها وضمها ضمن الفهرسِ الموحدِ للمخطوطاتِ الخاصة بالوادي . وسيتمُ إعادة المخطوطةِ الأصلِ لصاحبها.
أتمنى أن نجد نافذةَ أملٍ ، قبلَ أن تذهبَ هذهِ الثروة أدراجَ الرياحِ ، وتبتعدُ بها موجات نهر الزمن بعيداً. وأتمنى أن نعي جميعاً مقدار الأهمية الكبيرة المخزونة في هذا التراث العظيم ، والكنوز الثمينة المتمثلة في تلك المخطوطات ، كيف لا وهي وثيقة صامته للتاريخ ، ووسيلة للربط بين الماضي والحاضر.
رجب 1431هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق