عبدالله بن أحمد قنيوي
شوال 1431هــ
شيء مثير للعجب والسخرية في آنٍ معاً ، عندما نشاهد كثيرا من شباب الوطن يهدرون أموالهم وأوقاتهم لامتضاغ بعض الأوراق الخضراء ويتجاذبون بعض النكات وأطراف الأحاديث ، وربما المشاريع العملاقة ، خلال أربع ساعات يوميا تزيد أو تقل . وبذلك تذهب ثلاثون مليون ساعة يومياً في اليمن هباء منثوراً .
هذه الآفة أصابت شبابنا في مقتل ، وهم في ريعان شبابهم ، وزهرة أعمارهم ، فأفسدت أجيال ، وضيعت أموال ، وأهدرت طاقات ، ملئت الدنيا وشغلت الناس كما يقول أبو الطيب . وأصبح مستقبل هذه البلاد تكتنفهُ سحابة قاتمة مظلمة .
الدراسات والإحصائيات عن هذه الشجرة تنذر بأمر جلل ، فعدد المتعاطين لها يزيد عن سبعة ملايين مابين رجل وشاب وامرأة ، ينفق هؤلاء يوميا ً مايقارب أربعة عشر مليون دولار بمعدل دولارين للفرد الواحد ، في بلد تصل نسبة الفقر فيه إلى 40% .
وتهدر هذه الشجرة طاقات البلد ، حيث يستهلك في زراعتها ملايين الليترات من الماء ، ويقوم على رعايتها آلاف المزارعين .
في مديرية دوعن كان الصدمة كبيرة ، حين علمنا أن ألفين من شباب هذا الوادي ، يتعاطون القات ، وينفقون يومياً مايقارب مليون ريال يمني .
لم نكن نتوقع أن يغزو هذا الشيطان الأخضر قُرانا الآمنة الوادعة ، إلا حين تكسرت حصون عاداتنا الطيبة أمام قوافل القات ، التي تصل إلى دوعن يومياً عن طريق ثمان سيارات ، تحمل مايزيد على أربعمائة " بندل" حزمة قات .
وبلاريب فإن مبادرة الشيخ عبدالله أحمد بقشان في لقاءه بشخصيات وأعيان دوعن لمعالجة هذه الظاهرة في شهر أغسطس الماضي ، أثمرت عن نتائج إيجابية كان باكورتها الحملة الاعلامية التي انتشرت في طول الوادي وعرضه ، والتي استهدفت أبناء دوعن ، وبالأخص شبابها البالغ عددهم خمسة عشر ألف شاب تقريباً.
أعتقد أننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحدا في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة ــ أعني ظاهرة انتشار القات بين طلاب المدارس ــ ومن الممكن مثلا تفعيل الجانب الديني والرفع من الوازع الايماني في قلوب الناشئة وتكثيف مفهوم العيب الاجتماعي من خلال المقاطعة التي تنتظم حلقاتها في عقد فريد ولكن بلا ضرر ولاضرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق