يقولونَ لاتَبعُد وهُم يَدفنُونَني
يتحدث سكان العالم خمسة آلاف لغة ولهجة ، لم تعتمد الأمم المتحدة منها في خطاباتها الرسمية إلا ست لغات من بينها العربية التي تحتل المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد المتحدثين بها ، حيث يبلغ هؤلاء مايقارب 230 مليون نسمة .
لكن هذا الرقم لايشعر بطمأنينة خصوصا إذا علمنا أن غالبية سكان العالم العربي يتحدثون باللهجات العامية ، وأن اللغة العربية متوارية عن واقع الناس في أروقة الجامعات والمعاهد والمدارس ، وهي لغة الخطاب الرسمي والإعلامي فقط لاغير.
أضف إلى هذا بريق ولمعان اللغة الانجليزية الذي استهوى قاعدة كبيرة من الشباب العربي المثقف ، كونها لغة المعاملات التجارية ، والمصطلحات العلمية ، واللغة الأكثر شعبية في العالم ، فهي اللغة الرسمية لنحو 53 دولة في العالم وتحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد الناطقين بها .
من هنا أصبحت العربية بين مطرقة اللغة الأجنبية وسندان اللهجات العامية ، وصار العرب هم الشعب الوحيد الذي يتكلم بغير لهجته في داخل موطنه .
وصرنا لانفرق بين كثير من المصطلحات الأجنبية المتداخلة في لغتنا العربية ، وأصبح الكثير من الناس يعدونها كلمات عربية ، في حين أنها تسربت إلى حصن اللغة المنيع ،عن طريق أبناءها الذين كان المفترض أن يكونوا هم الحراس الأوفياء لهذا الحصن .
بوابة الحصن لم تعد تغلق في المساء ، وصار الحراس في غفلة عن كل داخل وخارج ، فصرنا نبحث عن هويتنا في أوطاننا ، وأصبحنا زورا نفر من الأجنبي إليه ، مبتعدين عن النبع الصافي، والمنهل العذب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق